هل القروض حرام أم حلال وحكمها في عمل مشروع
جدول المحتويات
هل القروض حرام أم حلال وحكمها في عمل مشروع؟، الكثير من الناس يبحثون عن إجابة ومعلومات عن هذا السؤال، خاصة في ظل رغبة كل منهم في الحصول على قرض من البنك لإقامة مشروع أو إعانتهم على ظروف الحياة أو أسباب أخرى، ويريد الناس معرفة هل القروض حرام أم حلال وحكمها في عمل مشروع؟ حسب رأي الأئمة، وهو ما نتعرف عليه بالمقال عبر موقعنا موسوعة اقتصادنا.
اقرأ أيضاً: بنك التسليف قرض الأسرة كم المبلغ وهل تحصل عليه المرأة؟
تعريف القرض وحكمه
قبل إجابة سؤال هل القروض حرام نوضح ما هو تعريف القرض وحكمه، ويُعرف القرض بأنه اتفاق بين طرفين بشكل كتابي، وينص على أخذ الطرف الأول من الثاني لمبلغ من المال، ويُسدد هذا المبلغ على عدة أقساط بحيث يتم سداد القرض بقيمة أكبر من القيمة المأخوذة من الدائن، وهذه تعرف باسم القروض المصحوبة بالربا، بينما القروض بدون فوائد أو القرض الحسن ، هي التي تحصل فيها على مبلغ من المال وتُعيده بنفس القيمة دون إضافة رسوم أو مبالغ أخرى عليه، حيث يريد الكثير من الناس تسهيل أمور المسلمين والتفريج عنهم ومساعدتهم في قضاء الحاجة.
وهذا له أمر عظيم وثواب عند الله عز وجل لما ورد في الحديث الشريف “ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين، إلا كان كصدقة مرة”، وحين يكون القرض حسن أو غير ربوي ويكون تسديد القرض بنفس القيمة التي أخذها المدين من الدائن، يكون قرض حلال حسب قول الشيوخ وأهل العلم، ونوضح لكم المزيد عن هل القرض حلال أم حرام في الفقرات التالية من المقال.
هل القروض حرام لعمل مشروع
إن كنت تبحث عن إجابة سؤال هل القروض حرام أم حلال ؟، فأنت في المكان الصحيح لمعرفة الإجابة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث شريف رواه البخاري “مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ”، ويقول العديد من شيوخ الدين الإسلامي أن الحصول على قرض حسن لا يشترط فيه الفوائد الربوية ولا حرج في ذلك، خاصة لو عزم صاحب القرض على السداد.
بينما إن كان القرض به فائدة ربوية ثابتة، فإن هذه الحالة لا يجب الحصول على القرض بها لما به من ربا وهو حرام شرعاً، واستند الشيوخ في هذا الرأي إلى قول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وفي سورة الطلاق بسم الله الرحمن الرحيم “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً” صدق الله العظيم، وهذه إجابة سؤال هل القروض حرام أم حلال؟.
شروط القرض الحلال
هناك بعض شروط القرض الحلال التي يجب توافرها في من يحصل على المال، ومنها ما يلي:
- يجب أن يكون المال المقترض هو نفس القيمة التي سوف يحصل عليها الدائن من المدين على عدة أقساط، وأن يكون القرض بعيداً عن الكسب أو التجارة أو الربا لخروج المبلغ من صاحب القرض، وأن يكون الهدف منه مساعدة المحتاج فقط.
- يجب أن يكون الشخص الذي يعطي القرض هو مالك المال الأصلي، لأنه ليس من الممكن إعطاء قرض من مال غير مالك مثل مال اليتيم أو غيره من الناس.
- لكي يكون القرض صحيح يجب أن تكون القيمة المُسددة من الطرف الثاني للطرق الأول معلومة لكل منهم وأن يكون المقترض ملتزم بالسداد.
- يجب أن يعرف المدين أن المال المقترض هو دين عليه حتى يوم الدين، ويجب أن يرد المال للمدين بدون أن يؤخره عليه حسب الموعد المتفق عليه.
- أي زيادة في قيمة تسديد القرض عن القيمة الحقيقية له هي حرام شرعاً، استناداً لما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” كل قرص جر نفعاً فهو ربا”.
- لا مانع من قيام الطرف الثاني وهو المدين بدفع قيمة أكبر من القيمة المتفق عليها في سداد القرض إن كان يملك الكثير من المال حالياً، وذلك لما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه قال “خيركم أحسنكم قضاء”.
- بالنسبة للقروض التي تُؤخذ من البنك للأعمال مثل الزواج أو شراء منزل أو غير ذلك من الأفعال، فقد اختلف فيها الشيوخ وأهل العلم، ولم يستقر جميعهم على هل القروض حرام في تلك الحالة أم لا.
متى يكون القرض حلال
مثلما تعرفنا على إجابة سؤال هل القروض حرام؟ أم حلال وشروطها؟، الآن نتعرف على متى يكون القرض حلال؟، حيث يقع المسلم في حيرة إن أراد الحصول على قرض من البنك، وورد عن بعض المشايخ شروط القرض الحلال ومنها:
الحصول على قرض لمن اضطر، فقد قال أحد علماء الأزهر الشريف الشيخ محمد توفيق أن القرض البنكية حرام في المحمل، لكن القرض حلال لمن اضطر إليه فقط، ولا يجب الحصول على قرض تمويلي بعد إنشاء مشروع، والله أعلم.
يمكن الحصول على قرض للتمويل العقاري أو شراء سيارة، وهذا كان رأي أمين الفتوى في دار الإفتاء الشيخ محمد وسام في أحد البرامج، وأوضح أن القروض البنكية تنقسم إلى نوعين، النوع الأول وهو التمويل العقاري أو شراء سيارة، وهذا النوع من القروض حلال فلا يوجد فيه ربا، بينما القروض الشخصية فهي غير جائزة إلا في أضيق الحدود، لأن هذه القروض تجعل الشخص يقع في الديون، خاصة إن كان المشروع يغطي باقي أقساط البنك، فإن هدف الشرع من ذلك عدم إغراقك في الديون، والله أعلم.
كما ورد عن أمين الفتوى الشيخ أحمد ممدوح أن القروض التي تؤخذ من البنك وتُحدد قيمة الفوائد بها هي حرام شرعاً، بينما في حالة حصل الشخص على قرض لشراء منزل يعيش فيه هو وأسرته فهذا جائز، والله أعلم.
وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية في مصر على أحد القنوات الفضائية، أن حصول المسلم على قرض بغرض المنفعة بشكل عام، هو حلال ولا حاجة في ذلك، لكن الحصول على القروض لأعمال غير ضرورية يعتبر حرام، والله أعلم.
حكم الحصول على قرض للتجارة
يسأل الناس عن حكم الحصول على قرض للتجارة كما يسألون عن هل القروض حرام أم حلال؟، وقال الشيخ أحمد وسلم أمين دار الفتوى المصرية، أن هناك فرق بين الحصول على قرض شخصي لسد الاحتياجات أو أخذ قرض لتمويل أحد المشاريع التي يدخل بها صاحب العمل، وتابع أن أخذ القرض بهدف التجارة يكون تمويل مشروع وفي هذه الحالة يكون حلال، خاصة أن البنك يكون شريك مع صاحب القرض، والله أعلم.
ويبقى السؤال هل تمويل المشاريع حرام ؟، نوضح أن البنك حين يقوم بتمويل مشروع، مُعين فهو يطلع على دراسة جدوى المشروع في البداية قبل إعطاء الموافقة لصاحب القرض بالحصول على التمويل، وبالتالي يكون البنك شريك مع صاحب المشروع، وقال البعض من أهل العلم أنه لا حرج في ذلك، والله أعلم.
حكم تسديد القرض
من يُريد تسديد قرض مُعين فإن هناك عدة أمرين يجب التعرف عليها قبل ذلك، أولاً أنه يجوز للشخص المقترض شراء منتج مُعين أو سلعة بقرار مؤجل، ثم يقوم ببيع هذه السلعة وتسديد قيمتها وهذه التجارة هي حلال، والأمر الثاني إن كان القرض واحب السداد بمال مُعين، يجب أن يكون هذا المال هو نفس القيمة الأساسية للقرض بدون فوائد أو ربا حتى لا يكون حرام في تلك الحالة.
بهذا نكون تعرفنا على تعريف القرض وحكمه، وعلى إجابة سؤال هل القروض حرام أم حلال وعلى حكم عمل مشروع من القرض ، و شروط القرض الحلال ومتى يكون مباح، وأخيراً حكم الحصول على قرض للتجارة وحكم تسديد القرض، ويُمكنكم التعرف على المزيد عن القروض عبر موقعنا موسوعة اقتصادنا.
اقرأ أيضاً: تكلفة البناء لمنزل من دور واحد وحلول للمساحات الصغيرة