الكساد والتضخم الاقتصادي.. تعرف على أهم الفروق
جدول المحتويات
يجهل العديد من الأشخاص الفرق بين الكساد والتضخم الاقتصادي حيث أن هناك بعض نقاط التشابه والترابط بين تلك الحالتين الاقتصاديتين، حيث أن التضخم الاقتصادي عبارة عن حالة من الانخفاض الشديد في القوة الشرائية للمستهلكين مما يؤثر بشكل سلبي على حالة العرض، وبالتالي المتأثرة بنقص الطلب، مما يؤدي في النهاية لحدوث ما يعرف بـ “الكساد الاقتصادي” فلهذا فإن الكساد الاقتصادي يعد نتيجة للتضخم الاقتصادي والعكس الكساد قد ينتج عنه حالة من التضخم الاقتصادي، وسوف يتم خلال هذا المقال توضيح الفرق بين الكساد والتضخم الاقتصادي.
التضخم الاقتصادي Inflation
يدل مفهوم التضخم الاقتصادي إلى ارتفاع كبير ومستمر طويل الأجل يؤثر بشكل سلبي على الأسعار، إذا ما تم قياسه مع مؤشر أسعار المستهلكين، ويتم استخدام مصطلح التضخم الاقتصادي للدلالة على زيادة غير طبيعة في الأسعار، فيما يتعلق بتاريخ أوروبا الحديث فإن أفضل شرح لمصطلح التضخم الاقتصادي قد تم شرحه في فهارس “سلة المواد الاستهلاكية” الذي تم ابتكاره من قبل إيرل هاميلتون الإسباني الجنسية، حيث أعلن أن هناك العديد من العوامل الديموغرافية المتعلقة بالسكان وكذلك النقدية المتعلقة بالتضخم الاقتصادي في معادلة تبادلية في أدب التاريخ الاقتصادي المبكر الحديث، حيث تم تفسير التضخم الاقتصادي السائد بأن النمو السكاني كان المضلل للتضخم الاقتصادي.
فمن المؤكد أن زيادة النمو السكاني مع الموارد الطبيعية ينتج عنه تناقص في العوائد وبالتالي ارتفاع التكاليف، فهذا ما يفسر زيادة الأسعار النسبية لبعض السلع المحددة مثل الأخشاب، والحبوب، ولكن العوامل الديموغرافية لوحدها لا يمكن أن تدل أو تفسر ارتفاع الأسعار خلال فترات التضخم الاقتصادي، فعلى الرغم من أن مستوى الأسعار النقدية ليست ظاهرة فريدة في الأصل ولكن المعدل الذي ترتفع فيه الأسعار بشكل عام للسلع والخدمات هو ما يؤدي لانخفاض قوة الشراء بالعملة.
ذات صلة: التضخم الاقتصادي.. تعريفه وأسبابه
تصنيفات التضخم الاقتصادي
تم تصنيف أنواع التضخم الاقتصادي إلى ثلاثة أنواع، وهي كالتالي:
- التضخم عند الطلب.
- تضخم التكلفة.
- التضخم المدمج.
فما هي مؤشرات التضخم الاقتصادي؟
تتعلق مؤشرات التضخم الاقتصادي بالتالي:
- مؤشر أسعار المستهلك.
- مؤشر أسعار الجملة.
حيث يمكن أن يتم النظر للتضخم الاقتصادي من الناحية السلبية أو الناحية الإيجابية تبعًا لوجهة النظر الفريدة الخاصة بأصحاب الموجودات الملموسة مثل:
- السلع المخزنة.
- الممتلكات وغيرها.
ويجدر هنا الإشارة إلى أن هناك بعض الرؤي تدل على أن التضخم الاقتصادي يزيد من قيمة الأصول، وقد لا يفضل العديد من الأشخاص الاحتفاظ بالنقود التي تؤدي لضعف حيازاتهم المالية، والأفضل من هذا أن يلزم بمستوى أمثل للتضخم الاقتصادي من أجل تعزيز الإنفاق بدلًا من الادخار وبالتالي رعاية تحقيق النمو الاقتصادي.
يؤدي ارتفاع الأسعار إلى فقدان العملات قيمتها، حيث تقل قدرة العملة الشرائية، وتلك الخسارة في القوى الشرائية تؤثر في النهاية على التكلفة المعيشية للمستهلكين بشكل عام، مما يؤدي في النهاية إلى بطء شديد في حالة النمو الاقتصادي، علمًا بأن وجهة نظر الاقتصاديين بالإجماع تنص على أن التضخم الاقتصادي مستمر ويحدث عندما يتجاوز نمو عرض النقود في الدولة مع النمو الاقتصادي.
ما هي عواقب التضخم الاقتصادي؟
للتضخم الاقتصادي العيد من العواقب الوخيمة على أمن واستقرار المجتمعات، وعلى مستوى الرفاهية، حيث أن معدل التضخم الاقتصادي يعمل على إعادة توزيع الدخل على أصحاب الأجور، والأشخاص ذوي الدخل الثابت خصوصًا أصحاب الأراضي، أو الأشخاص المستأجرين ضمن نظام عقود طويلة الأجل.
كما يؤثر التضخم الاقتصادي بشكل سلبي على الصناعيين والتجار، بسبب أهمية حيوية رأس المال في علم الاقتصاد، حيث أن معظم الصناعيين والتجار يستفيدون من انخفاض تكاليف الفائدة الحقيقة، والأهم من هذا الاستفادة من أسعار الفائدة الإسمية.
مما لا شك فيه أن العديد من المستهلكين في مختلف دول العالم يعانون من عواقب النمو السكاني، على الأقل في مناطق الميراث الجزئي، مما يفسر تقسيم الممتلكات بشكل كبير، لهذا يكون من الصعب بناء ميزانية عمومية للفائزين وكذلك للخاسرين من التضخم الاقتصادي خلال عصر ثورة الأسعار.
الكساد الاقتصادي Depression
من أجل التعرف على الفرق بين الكساد والتضخم الاقتصادي، فإن الكساد هو عبارة عن حالة من التراجع بشكل حاد طويل الأمد للنشاط الاقتصادي في البلاد، ويتم تعريفه اقتصاديًا بأنه حالة من الركود الشديد يدوم ما يزيد عن ثلاثة سنوات، مما يؤدي في النهاية لانخفاض الناتج الإجمالي المحلي الحقيقي بنسبة مئوية تصل إلى 10% على الأقل، لهذا فإن الكساد هو جزء طبيعي من دور الأعمال بشكل عام، فهو حالة تقلص شديد في الناتج الإجمالي المحلي لمدة طويلة.
يمكن تعريف الكساد الاقتصادي أيضًا بأنه نوع من الانخفاض الكبير في الأنشطة الاقتصادية التي قد تستمر لمدة زمنية طويلة قد تصل لعدة سنوات، ولابد من معرفة أن الكساد والركود الاقتصادي يختلف من حيث شدة الانكماش والفترة الزمنية، وقد اختلف علماء الاقتصاد حول المدة الزمنية الخاصة بالكساد الاقتصادي، حيث يعتقد بعض الاقتصاديين أن الكساد لا يتضمن سوى فترة زمنية تعاني خلالها الحالة الاقتصادية من تراجع شديد في الأنشطة، ويختلف خبراء الاقتصادي والمتخصصين في المجال الاقتصادي حول تلك المسألة، في الوقت الذي يرى فيه بعض الاقتصاديين أن الكساد حالة مستمرة وتعود لطبيعة معظم الأنشطة الاقتصادية.
نماذج عن الكساد الاقتصادي
سيطرت حالة الكساد الاقتصادي على معظم العقود الزمنية، ومن أسواء فترات الكساد الاقتصادي في التاريخ الصناعي ما حدث بعد فترة قليلة للغاية من انهيار سوق الأسهم الأمريكية حيث استمرت فترة طويلة والتي أدت لسنوات طويلة من المضاربة وتدهور الاستثمار، ونجم عن هذا بداية عمليات البيع الضخمة، والتي سجلت خلال الأزمة الأمريكية ما يقرب من 12.9 مليون سهم، ويعد تكرر حالة الكساد أمر متوقع، وقد تعلم صناع القرار الأمريكي لهذا فقد سن العديد من التشريعات والقوانين لمنع هذا مما أدى إلى توجه البنوك لإعادة التفكير من جديد في سبل معالجة الركود الاقتصادي تجنبًا لحدوث الكساد الاقتصادي.
يعتبر الكساد الاقتصادي كارثة بكل المقاييس ويتطلب التوصل لحلول مثالية لتحريك عجلة الاقتصاد من جديد، حيث اكد خبراء علم الاقتصاد أن السياسات النقدية الانكماشية قد تؤدي لتفاقم حالة الكساد، وفي المثال السابق فقد حاول مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن يعمل على إبطاء فقاعة سوق الأسهم التي وقعت في أواخر العشرينات، وبمجرد انهيار سوق الأسهم فقد ظل الاحتياطي الفيدرالي يعمل على رفع أسعار الفائدة وكان هذا التصرف خاطئًا مما دفع لارتفاع أسعار الذهب فبدل من السماح بضخ الأموال لتحريك عجلة الاقتصاد وزيادة المعروض النقدي فقد سمح الاحتياطي الفيدرالي بخفض عرض النقود بنسبة تصل إلى 30%.