تعبير عن اتقان العمل

تعبير عن اتقان العمل
تعبير عن اتقان العمل

منذ أن بدأ الله خلق الإنسان ودبت الحياة على الأرض، ويسعى البشر لتعمير الأرض بشتى أنواع العمل، ويحاول البشر في كل مرة من زيادة العمل، وعمل شيء جديد حتى يتم وضع القواعد الرئيسية لكافة أنواع العمل على سطح الأرض، مع وضع نقاط ومعايير لإنجاز الأعمال على الأرض، وسوف يتم خلال هذا المقال تقديم تعبير عن اتقان العمل.

تعبير عن اتقان العمل

يحاول الإنسان منذ قديم الزمان لإتقان العمل، ولولا اتقان العمل ما استمرت الحياة على سطح الأرض إلى الوقت الراهن، حيث أن إتقان العمل يعد دليل على بقاء واستمرار الحياة، تختلف أعمال الناس، حيث أن هناك العديد من مجالات العمل، وتختلف بيئات العمل، ويختلف العمل من دولة إلى أخرى، ومن شعب لآخر، ولا يمكن اختلاف البشري فيما يفعلون ولكن يختلفون في الكيفية التي يعملون بها، فهل يقومون بإتمام عملهم على أتم وجه، أم يقومون بأعمالهم بشيء خاطئ أو بدرجة قليلة من الإتقان، حيث أن كافة البشري لديهم أولويات في حياتهم، من حيث احتياجهم إلى المسكن، والملبس والطعام، والتعليم، والأمن والعمل، فجميع الشعوب تعمل لتحقيق تلك المحاور سالفة الذكر، ولكن ليست على خط واحد من التقدم أو التأخر، وهذا الاختلاف يمكن في إن شعب ما يتقن عمله والآخر لا يتقن عمله.

ففي حالة تدبر الإنسان وفكر ولو قليلاً في المطلوب منه خلال أداء مهام عمله في جميع الأحوال يؤدي لتأمين عيشه وحياته، وعليه أن يؤدي هذا العمل على أكمل وجه، ولو تدبر هذا لقام بإتقان عمله،  وهذا الإتقان سوف يؤدي لإنهاء عمله بوقت قليل، مقارنة إذا قام بعمله بدون إتقان.

فمن مساوئ عدم اتقان العمل تراكم الأخطاء على بعضها البعض، التي قد تؤدي مع مرور الزمن لوقوع كارثة ما، وقد تؤدي إلى خطأ كبير يتحمله شعب بالكامل أو مجموعة بالكامل، وعلى الرغم من أن الشخص كان بمقدوره أن يقوم بأداء مهام عمله ولو لساعات متعددة وعلى أسوأ الأحوال ولكن مع اتقان العمل لتفادي وقوع أي كوارث أو أخطاء كبرى.

حثّ الدين الإسلامي على اتقان العمل، وجعله من الأساسيات الدين الإسلامي سواءً كان هذا الإتقان أثناء تأدية العبادات التي يقوم بها الأنسان المسلم لله جل وعلا، أو في الأعمال الدنيوية التي يقوم بها الشخص والتي تعود عليه بالنفع بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، فقد قال الله جل وعلا، “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ”، سورة التوبة، الآية رقم 105″، هذا أمر بالعمل.

ولابد من ضرورة وجود رقيب في العمل، وهو الله جل وعلا، ورسوله، والمؤمنين، فقد حث الإسلام على اتقان العمل، وجل الله جل وعلا ذاته، ورسوله والمؤمنين رقباء على اتقان العمل، فما أعظم مراقبة الله جل وعلا في كل مكان وزمان، وليس على سبيل اتقان العبادة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ذات مرة، “اذْهب فصلِّ فإنَّكَ لم تصلِّ” “حديث صحيح”، فعلى الرغم من أن الرجل قد صلّى ولكنّه قد أدى شعائر الصلاة بلا إتقان فلم تكن على الوجه المطلوب، فوجب عليه أن يعيد صلاته مرة ثانية، فلو تمّ التعامل من هذا المنطلق في الأعمال الدنيوية أن نقوم بإعادة العمل الغير متقن، فهذا سوف يجلب البركة والخير الكثير والنتائج المرضية للجميع.

يعد الشخص الذي يتقن عمله هو الشخص المحبوبٌ من الله جل وعلا ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ومن كل البشر، وهناك دافعٌ كبير لإتقان العمل هو ابتغاء فضل وحب الله جل وعلا، فقد قال عليه السلام، “إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ”، حديث حسن، وفي الأمثلة الحية لشعوب العالم والمثل القوي الذي يضرب دائمًا وهو دولة اليابان، حيث أن المواطن الياباني بطبيعته شخص طبيعي عادي ذكي، فهو ليس شخصاً خارقاً في أي مجال، ومعدل ذكائه لا يفوق معدل ذكاء المواطن العربي مثلًا، ولكن تكمن قوة ونهضة اليابان في أنّ شعبها شعب متقن لعمله، ويقومون بأداء مهام عملهم على أكمل وجه وبطريقة جماعية لتكون أعمال مٌثلى، لهذا يعد اتقان العمل له قيمة عظيمة، ومن العبادات الكبرى، وهو سبب في تقدم الشعوب، ودليل على استمرار حياة البشر، فلهذا يجب الحرص على اتقان العمل، والعمل به للوصول إلى أعلى المراتب في الدنيا والآخرة.