المحاسبة الادارية.. تعريفها وأهدافها وأهم الأسس القائمة عليها
جدول المحتويات
تعتبر المحاسبة الادارية هي من أهم الأعمال الإدارية الخاصة بالمشروعات التي يتم من خلالها إصدار التقارير عن الوضع المالي للمشروع أو الشركة أو المؤسسة، ويهتم كافة أصحاب الأعمال بمجال المحاسبة الادارية، حيث أن كافة المشروعات قائمة على الأوضاع المالية وتهدف إلى تحقيق ربحية، لهذا تعد المحاسبة من أهم المجالات الإدارية لكافة الأعمال والمجالات الاقتصادية، سوف يتم خلال هذا المقال توضيح أهم أسس المحاسبة الادارية مع بيان أهميتها للمشروعات.
المحاسبة الادارية
تعد المحاسبة الادارية أو ما يعرف باللغة الإنجليزية Accounting Administration، هي عملية المحاسبة التي تهتم بمُتابعة كافة التقارير الماليّة الخاصة بأوضاع الشركات أو المؤسسات أو المشروعات، ترتبط المحاسبة الادارية ارتباطاً وثيقاً بأعمال التخطيط والرقابة والقرار على العمليات التشغيلية.
تعريف المحاسبة الادارية
يتم تعريف المحاسبة الادارية، على أنها النشاط المستخدم من أجل عمليات إعداد البيانات المالية الخاصة بالمؤسسات والشركات والمشروعات، التي تساهم في تقديم الدعم اللازم لصنع القرارات الإدارية.
تعريفات أخرى للمحاسبة الادارية
هناك العديد من التعريفات الأخرى للمحاسبة الادارية، ومنها، هي العمليات المالية والمحاسبية المرتبطة بصناعة القرار وأعمال التخطيط والرقابة على العمليات التشغيلية، أو هي التقرير المالي المرتبط بالعديد من العوامل المؤثرة في مجال صناعة القرارات والتخطيط الإدارية ومراقبة العمليات، لهذا فإن المحاسبة الادارية تهتم بالتركيز على الرقابة والتخطيط من أجل تحقيق الأهداف الخاصة بالشركات والمؤسسات.
نشأة المحاسبة الادارية
نشأت المحاسبة الادارية، أو ظهر مفهوم المحاسبة الادارية بشكل الأول خلال عام 1950 ميلادياً، أثناء تشكيل فريق باسم المحاسبة الادارية من قبل المجلس الأنجلو الأمريكي، وكان الهدف من هذا الفريق هو القيام بزيارة مجموعة من المنشأت الصناعية الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل صياغة تقرير حول طبيعة الأعمال في تلك المنطقة، ومن ثم العمل على نشر تقرير تحت عنوان “المحاسبة الادارية”، وقد احتوى هذا التقرير على تقديم مفهوم عن نوع المحاسبة الادارية من خلال شرح العديد من المعلومات المحاسبية بأسلوب يهدف لمساعدة الإدارة في إعداد السياسات الخاصة بالعمليات اليومية للمنشآت والشركات.
مراحل تطور المحاسبة الادارية
وقد أوضح الاتحاد الفيدرالي الدولي للمحاسبين IFAC، أن المحاسبة الادارية منذ نشأتها إلى الوقت الراهن قد مرت بالعديد من المراحل الأساسية وهي كالتالي:
- المرحلة الأولى هي مرحلة المراقبة المالية، بالإضافة إلى تحديد التكلفة التي بدأت منذ عام 1950ميلادياً، وتظهر خلال تلك المرحلة كافة صفات المحاسبة الادارية من حيث اهتمام الشركات بالعمل على تحديد التكلفة المالية، مما أدى فيما بعد لظهور محاسبة التكاليف التي تعتبر أحد أهم أساسيات علم المحاسبة الادارية، وظهرت أيضاً خلال تلك المرحلة الإدارة العلمية التي اهتمت باستخدام الوسائل العلمية بمجال الإدارة مما ساهم في تمهيد فكرة المحاسبة الادارية.
- مرحلة التخطيط الإدارية والمراقبة التي ظهرت خلال الفترة من 1950 ميلادياً، إلى عام 1965 ميلادياً، وهي المرحلة التي ظهرت خلالها مصطلح المحاسبة الإدارية التي صارت واحدة من الأدوات الإدارية الهامة، حيث تعتمد مهام المحاسبة الادارية على توفير المعلومات من أجل تطبيقها من الناحية الإدارية، والعمل على تقديم المساعدة للجهات الإدارة من أجل اتخاذ القرارات والعمل على إعداد الخطة المناسبة لتحقيق الأهداف التي يتم استخدام العديد من الأساليب بها، ومنها تحليل القرارات والمراقبة الإدارية.
- مرحلة المساعدة في العمل على تقليل هدر الموارد المالية، وتلك الفترة بدء مما بين عام 1965 م إلى عام 1985م، وقد بدء في تلك المرحلة الاهتمام بمجال المحاسبة الادارية في مُتابعة الاستثمارات والمساعدة في صناع القرارات الخاصّة بعمليات التمويل، لهذا فقد اهتمّت تلك المرحلة بمُتابعة العلاقات الخارجيّة ممّا ساهم في العمل على تطوير الأساليب المُستخدمة في مجال المحاسبة الادارية ضمن معظم وظائف الشركة التي بدءاً من مجال الرقابة والتخطيط، كما تساعد على صياغة القرارات خصوصاً في مجال الاستثمارات، وصولاً إلى إعداد المُوازنات المالية ، كما اعتمدت المحاسبة الادارية على استخدام التحليل الكمي، من خلال الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة من أجل تقليل التكاليف وتحسين الجودة.
- مرحلة الاستعمال الفعّال للموارد بين عام 1985م ، 1995م، وخلال تلك المرحلة التي اهتمّت المحاسبة الادارية بالبحث عن أساليب متطورة علميّة من أجل تحديد التّكاليف، وبناء قيمة تعتمد على الاستخدام الفعّال لكافة الموارد المتاحة من خلال الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة بهدف مواجهة التطوّرات في المجال الاقتصادي.
- مرحلة الثورة التكنولوجيّة وذلك بعد عام 1995م، وخلال تلك المرحلة فقد انتشرت التكنولوجيا المتطورة بكافة المجالات الاقتصادية، ونتج عن هذا ظهور استثمارات كبرى فُرِضت على المحاسبة الادارية بناء فلسفة إدارية منسجمة مع كافة التطوّرات، مما أدّى إلى ظهور أدوات حديثة، مثل التكاليف المستهدفة والإدارة على أساس الأنشطة.
أهداف المحاسبة الادارية
من أهم أهداف المحاسبة الادارية، التالي:
- تقديم المساعدة المناسبة لكافة المدراء بجميع المنشأت والشركات, المؤسسات من خلال تزويدهم بالأدوات المناسبة من أجل تطبيق التقييم المالي والمحاسبي، مما يساهم في متابعة الأداء بشكل إجمالي وتفصيلي خلال وقت معين.
- العمل على تنفيذ أساس عميق في تحليل البيانات تبعاً لتطبيق منهجيات مناسبة تعتمد على الدمج بين أدوات علم المحاسبة والإدارة.
- تساهم المحاسبة الادارية في بناء نظرة مستقبلية في مجال الانجاز المالي والبربحي الخاص بالمؤسسة من أجل إصدار التوصيات المناسبة لتحقيق الانسجام بين النظم العملية والإدارية ومتطلبات خطط العمل المستقبلية.
- تعمل المحاسبة الادارية على دراسة كافة المخاطر المحتملة أو المتوقعة، والتي قد تؤثر على استمرار وحيوية العمل، من خلال وضع النماذج الضرورة من أجل تخطي أية أضرار إدارية أو مالية محتملة سواء خلال فترة المستقبل أو الوقت الراهن.
- تشارك المحاسبة الادارية في وضع الموازنات المالية، حيث أن موازنات المحاسبة الادارية تعمل على تغطية كافة الأنشطة المالية للمؤسسات، مما يزيد من واقعيتها حيث يمكن أن يتم تنفيذها من خلال الاعتماد على إمكانيات المؤسسة، والعمل على إدراج أي تعديل يتماشي مع التغييرات في الظروف المؤثرة في المؤسسة.
أسس المحاسبة الادارية
تقوم أسس المحاسبة الادارية على التالي:
الأسس المحاسبية
هي تلك الأُسس التي تتمثّل في مجموعة من الأنظمة المحاسبية، ويتم استخدامها في مجال المحاسبة الادارية من أجل العمل على إثبات النشاطات الاقتصاديّة من خلال المستندات والسجلات، ومن ثم تبويبها بهدف تعيين الحقائق المتعلقة بمختلف الأنشطة الرئيسيّة والفرعيّة الخاصّة بالوحدة الاقتصاديّة من أجل العمل على تنفيذ الرقابة عليها.
الأُسس الإدارية
هي تلك الأُسس التي لا يمكن لمجال المحاسبة الادارية تحقيق النجاح إلا من خلال وجودها، وتقسم تلك الأُسس إلى كالتالي:
- الهيكل التنظيمي، هو الهيكل الذي يضمن دور المحاسبة الادارية في تقديم المساعدة الإدارية على تنفيذ الرقابة والتّخطيط على وظائف المشروع، مع الحرص على تحقيق التوازن بين الهيكل التنظيمي، وحجم الأنشطة الخاصة بالوحدة الاقتصاديّة، مع تنظيم مراكز المسؤوليّة، سواءً ضمن الإدارات أو الأقسام أو الخطوط الإنتاجيّة.
- النظام الإداري السليم، ويقصد به هنا النظام الذي تعتمد عليه المحاسبة الادارية، ويهتم بالتنظيم الإداري والمشاركة الفعالة للعناصر البشرية في العمل على تطبيق العمليّات الإداريّة مثل عمليات التخطيط، وعمليات التّنظيم، والرقابة.
- الأُسس الإحصائية، هي تلك الأُسس التي تعتمد على الدمج بين الاحصاء، والمحاسبة الادارية، حيث أن المحاسبة قد أصبحت المساعد الرئيسي في مجال الإحصاء، كما أنّ أيّة وحدة عمل تعتمد على وجود البيانات الكميّة التي تعد ضرورية والتي تُساعد في تطبيق العمليات الإدارية المختلفة.
أقرا المزيد الهدف من الوظيفة