الثقافة التنظيمية.. مفهومها وأهميتها
جدول المحتويات
ظهر مفهوم الثقافة التنظيمية مع بداية الثمانينات، حيث أصبح كافة المؤسسات والمنظمات تمتلك ثقافتها التنظيمية الخاصة بها، والتي تتضمن العديد من الجوانب التي تضمن تنظيم اعمال المؤسسات والأفراد المنضمين لتلك المؤسسة، والبيئة الخارجية للمنظمة، وسوف يتم خلال هذا المقال توضيح الثقافة التنظيمية من حيث مفهومها، وأهدافها.
الثقافة التنظيمية.. مفهومها وأهميتها
استخدم علم الأنثروبولوجيا مسمى الثقافة التنظيمية قبل ما يقارب 100 عام، ومنذ ذلك الوقت وتعريف الثقافة التنظيمية في تغير وديناميكية بشكل دائم، الأمر الذي جعل الثقافة التنظيمية متعددة التعاريف.
تزامن ظهور مفهوم الثقافة التنظيمية مع ظهور آداب الإدارة والسلوك التنظيمي، بسبب ظهور المنظمات الحديثة، وظهور مشكلاتها المتعددة التي تتزايد يوماً بعد يوم، ويمكن هنا القول إنّ اختلاف تعريف ومفهوم الثقافة التنظيمية يعود لتعدد أنواع الثقافات الفرعية المنبثقة عن المنظمات المختلفة سواء كانت تلك المنظمات رسمية أم غير رسمية.
ويجدر هنا الإشارة إلى أنّ مفهوم الثقافة التنظيمية قد تأثر بشكل كبير بمفهوم الثقافة عموماً، كما اختلف علماء التنظيم في تعريف الثقافة التنظيمية فقد طوروا التعاريف المتداخلة للثقافة التنظيمية، وجعلوها مكملة لبعضها البعض، ليظهر مفهوم الثقافة التنظيمية الذي تضمن على العديد من المفاهيم الإنسانية، والتكنولوجية والأخلاقية والتكنولوجية.
أولاً: مفهوم الثقافة التنظيمية
يتم تعريف الثقافة التنظيمية بأنّها المركب الذي يُعرِّف المرء من خلاله بالمجتمع والمنظمة التي ينتمي إليها، حيث أن الثقافة التنظيمية هي الشخصية المنظمة التي تنفرد بـ صفاتها ومميزاتها في نظر العملاء والعاملين فيها، وهي ما يعكس المعتقدات والقيم عن المنظمة وما يبين مكانتها الراهنة، وما سوف تكون عليه خلال فترة المستقبل.
عرَّف هيجان الثقافة التنظيمية بأنّها نوعاً من أنواع الثقافات التي تعبر عن القيم، التي يؤمن بها الأشخاص في منظمة ما، والتي تؤثر فيهم وفي القيم الإنسانية بشكل ملموس داخل المنظمة نفسها.
عرف الكبيسي الثقافة التنظيمية بأنها عبارة عن مجموع المعاني المتضمنة على القيم، والمشاعر والاتجاهات التي تتحكم بسلوك الأفراد.
التعريفات الأخرى للثقافة التنظيمية
عرف القريوتي الثقافة التنظيمية بأنّها هي تلك المنظومة التي تتضمن على الرموز والمعاني والممارسات والمعتقدات التي تطورت مع مرور الزمن لتصبح من السمات الخاصة بالتنظيم، والتي ساعدت بشكل كبير في فهم أعضاء التنظيم للسلوك الذي يتوقعونه من أعضاء المنظمة.
عرف الجزراوي والمدهون الثقافة التنظيمية بأنّها هي تلك الحصيلة الخاصة بالعلاقات الاجتماعية بين العاملين في مجال التنظيم، والتي تشكل أنماط سلوكهم، وتساعد على الوصول إلى الوحدة التنظيمية من خلال التقاء العاملين في معتقداتهم وقيمهم وأعرافهم وتوقعاتهم المستقبلية.
يمكن هنا القول أن الثقافة التنظيمية، ما هي إلّا مجموعة المعاني، والمشاعر والأمور المشتركة بين أعضاء التنظيم، والتي تميز المنظمة عن غيرها من المنظمات الأخرى.
يمكن إجمال كافة تعاريف الثقافة التنظيمية، التي توصل قد توصل إليها علماء التنظيم، على أنها هي تلك المنظومة من الأفكار والمعتقدات والتقاليد وأساليب التفكير التي تجمع كافة أفراد المنظمة مع بعضهم ويشتركون بها، والتي من شأنها أن تؤثر بسلوكياتهم وتتحكم بخبراتهم التي بدورها تؤثر على إنتاجية المنظمة وكفاءتها..
تتضمن الثقافة التنظيمية على كافة طرق تنظيم عمل الموظفين، وطبيعة قيادتهم داخل المنظمة، بالإضافة لتوضيح نظم مكافئاتهم، وتقييمهم كافة العاملين بها، ويجدر هنا الإشارة إلى أنّ كل منظمة لها ثقافتها التنظيمية الخاصة بها، والتي قد تنشأ من تفاعل مجموعة من العديد من العوامل المختلفة، حيث إنّها لا للثقافة التنظيمية أن تنشأ من العدم.
هناك بعض من التعريفات الأخرى للثقافة التنظيمية، ومنها تعريف شين للثقافة التنظيمية التي عرفها بأنّها عبارة عن المبادئ الأساسية التي اكتشفها الأفراد، وعملوا على تطويرها و استعملوها من أجل حل مشكلاتهم المرتبطة بـ تكيفهم الخارجي واندماجهم الداخلي في المنظمة، وأضاف إلى تلك المبادئ أن تعد الطريقة المثلى من أجل إدراك المشكلات وفهمها.
عرف تشارلز هاندي، الثقافة التنظيمية بأنها المعتقدات الراسخة التي تدل لكيفية ممارسة السلطة بالمنظمة، وكيفية مراقبة العاملين فيها، وعمل نظام ما من أجل مكافآتهم، بالإضافة إلى العديد من الأمور المرتبطة بنظام الرقابة الفردية، مع تحديد ساعات العمل، وحق الموظفين وحق المرؤوسين في الابتكار والإبداع وما تحتاجه المنظمة من التخطيط الدائم والمستمر.
تعريف ماينر الثقافة التنظيمية للمؤسسة بأنها كل ما يشارك به أفراد المؤسسة.
وعرف ديل، الثقافة التنظيمية على أنّها مجموعة الضغوطات اللاشعورية، التي تشكل بيئة العمل أو مجتمع، والتي تساهم في تكوين أفكار الأفراد بالمنظمة وما حولها.
عرف هاريسون الثقافة التنظيمية، على أنها المعتقدات المختلفة التي يتعمق الفرد بها، والتي من شأنها أن تعمل على تنظيم طريقة العمل، ومراقبة الأفراد بالمؤسسة، وطرق مكافئتهم على أعمالهم داخل المنظمة، والتي تعبر عن التخطيط، وكيفية ممارسة السلطة والطريقة التي ينظر بها الرؤساء إلى المرؤوسين داخل المنظمة.
تعريف غيبسون الثقافة التنظيمية بأنها ثقافة المجتمع العامة، حيث تتكون كلاهما من قواعد وقيم ومعايير وفرضيات وقواعد يصنعها الإنسان بنفسه، ويضيف أنّ ثقافة المنظمة هي شخصيتها ومناخها.
عرف كيرت ليوين الثقافة التنظيمية، على أنها هي تلك البيئة التي ينجز الإنسان فيها مختلف أعماله، وهي أمر معنوي لا يمكن لمسه أو تتم مشاهدته، إلّا أنّها تتواجد بكافة الأماكن في المنظمة وتؤثر فيها.
أهمية الثقافة التنظيمية
تكمن أهمية الثقافة التنظيمية للمنظمة في التالي:
- تكوين أنماط السلوك والعلاقات التي يجب أن يتبعها أفراد المنظمة الواحدة، سواء كانوا العاملين بها أم مدرائها.
- العمل على رفع قدرة المنظمة من خلال إجراء التغيير والسير مع التطورات التي تحدث في المنظمات من حولها.
- تحديد السلوك الوظيفي المتوقع من الأفراد العاملين بالمنظمة، مع تحديد طبيعة علاقاتهم ببعضهم وعلاقاتهم مع العملاء.
- العمل على تحديد طريقة اللبس للموظفين واللغة التي يتحدثون بها.
- الحفاظ على استقرار المنظمة.
- تعدّ الثقافة التنظيمية هي عنصراً مساعداً ومؤيداً لإدارة المنظمة، وتساعد الثقافة التنظيمية على تحقيق طموحاتها وأهدافها.
- تعمل الثقافة التنظيمية على الحث العاملين في المنظمة على الابتكار في العمل وتجنب الروتين والطاعة العمياء.
- تعمل الثقافة التنظيمية على توجيه الأفراد العاملين في المنظمة الواحدة، والعمل على تنظيم أعمالهم، وإنجازاتهم وعلاقاتهم ببعضهم.
- تعمل الثقافة التنظيمية على استقطاب العاملين الطموحين والمبدعين والمطلوبين لتحقيق أهداف المنظمة.
- تعمل الثقافة التنظيمية على تسهيل مهام الإدارة والتخفيف من حالات اللجوء إلى الإجراءات الرسمية لتحقيق الموظفين للسلوكيات المطلوبة منهم.
أنواع الثقافة التنظيمية
تختلف الثقافة التنظيمية من منظمة إلى أخرى ولكن من أبرز أنواعها التالي:
- ثقافة المهمة، “Task Culture”، التي يكون التركيز فيها على نتائج العمل، والتركيز على مدى استخدام الأفراد العاملين للموارد المتاحة بهدف تحقيق أفضل لأهداف المنظمة.
- الثقافة الإبداعية، Innovative Culture، هي الثقافة التي تعمل على توفير بيئة العمل المساعدة على الإبداع، وعادة ما يتصف أفرادها بالجرأة في اتخاذ قراراتهم.
- ثقافة الدور، Role Culture، والتي تحصر في التركيز على تخصصات الأفراد العاملين بالمنظمة مع توضيح أدوارهم فى المنظمة، وتؤمن تلك الثقافة الاستمرار والثبات الوظيفي لأبناء المنظمة.
- الثقافة البيروقراطية، Bureaucracy Culture، هي التي يتم فيها تحديد معظم السلطات والمسؤوليات التي تقع على عاتق أعضاء المنظمة، وتؤدي إلى تسلسل السلطة فيها بشكل هرمي، ويقوم على أساسها تحقيق الالتزام في المنظمة.
- ثقافة العمليات، Process culture، وفيها يكون الاهتمام على كيفية إنجاز العمل، وليس على نتائج العمل، وعادة ما يكون الفرد الناجح فيها هو من يحمي نفسه ويكون دقيقاً، منظماً في عمله.
- الثقافة المساندة، Supportive culture، ويكون التركيز فيها على الجانب الإنساني، ويسود بالمنظمة الجو الأسري والجو التعاوني بين العاملين حيث يساعدون بعضهم ويتعاونون وتسود بينهم مشاعر الأخوة والصداقة.
محددات الثقافة التنظيمية
- البيئة، تحدد الثقافة التنظيمية تبعاً للطريقة، التي تتعامل بها المؤسسة مع عناصر بيئتها الداخلية أو الخارجية سواء كانوا من العاملين أو الموردين أو المنافسين تؤثر في طريقة تنظيم الموارد والأنشطة وتشكيل ثقافتها.
- الحجم، من محددات الثقافة التنظيمية حجم المؤسسة حيث أن ليس من الضروري يؤثر على تنظيم المنظمة، وإنّما الذي يؤثر في المنظمة هو طريقة إدارة المنظمة وأساليب التصرف في المواقف المختلفة التي تتأثر بدورها في حجم المؤسسة.
- الأهداف، عادة ما تتأثر الثقافة التنظيمية بأهداف المؤسسة التي تسعى من أجل تحقيقها، فمثلاً لو أرادت المؤسسة أن تعمل على رفع مستوى خدمة العملاء فإنّه يجب أن تركز المؤسسة على ثقافتها التنظيمية وبالتحديد من خلال ترسيخ القيم المرتبطة بعلاقات العملاء والعاملين.
- التكنولوجيا، في الغالب تستخدم المؤسسات المتخصصة التكنولوجيا التي تقوم على القيم المتعلقة بالمهارات الفنية في ثقافتها التنظيمية، أما بالنسبة للمؤسسات الخدمية فتقوم على خدمة العملاء والمهارات الشخصية في ثقافتها التنظيمية.
- الأفراد، حيث أن الأفراد لهم دوراً كبيراً في العمل على تحديد الثقافة التنظيمية، حيث أن الإدارة لا تستطيع أن تفرض ثقافة لا يؤمن بها أفراد المنظمة، كما أنّه لا يمكن للأفراد تفضيل ثقافة تنظيمية بعينها لا ترغب فيها إدارة المنظمة.
- التاريخ والملكية، حيث أن تاريخ تطور المنظمة، بالإضافة إلى نوعية القيادة التي تتولاها المنظمة هو ما يعكس ثقافتها التنظيمية، كما أن نوع الملكية أيضاً له دوراً كبيراً في تحديد الثقافة التنظيمية للمنظمة سواء كانت عامة أم خاصة، وسواء كانت دولية أم محلية.
أقرا المزيد المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية